احتضان كلية الآداب سايس – فاس محاضرة في موضوع ” الإسلام والحداثة” من تقديم الباحث السويسري “فلوريان زيمين Florian Zemmin” / تقرير: أشرف غريب وعبد العزيز الطوالي
في إطار الأنشطة العلمية التي ينظمها مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع : الإدراك والمتضمن،و بشراكة مع “معهد ابن غازي للغة العربية” كان لطلبة المختبر وفريق البحث في علم مقارنة الأديان وماستر اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان موعد يوم الجمعة 15 فبراير الجاري مع محاضرة بعنوان “الإسلام والحداثة Islam andModernity” ألقاها الباحث السويسري الدكتور فلوريان زيمينFlorian Zemmin أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بجامعة بيرن Bern السويسرية، واحتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس.
كان العنوان العام الذي حدده الدكتور زيمين هو “الإسلام والحداثة”، بينما كان الموضوع الذي تطرق إليه بالتحديد هو “الحداثة في الفكر الإسلامي”، حيث إن الأفراد من المسلمين هم الذين ينتجون هذا الفكر الذي له موقف محدد من الحداثة، وقد تطرق في موضوعه إلى مجموعة من العناصر: تحدث أولا عن مفهوم الحداثة، وعن أبعادها، والتي حددها في العلاقة الجدلية بين البعدين الاجتماعي والسياسي، وبين التطور العقلاني، ثم التركيز على المستوى العقلاني بالدرجة الأولى عند التعامل مع كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية. تطرق بعد ذلك إلى موقف المسلمين من الحداثة، وحدد ثلاثة مواقف رئيسية هي: 1. التقليديون Traditionalists: وهم الذين يدعون بقوة إلى المحافظة على كل التراث، ويرفضون الحداثة بشكل مطلق لكونها جاءت من الغرب المستعمر الذي يهدف فقط إلى السيطرة المطلقة على الأمة الإسلامية. 2. الإصلاحيون Reformists: وهم الذين يقولبون الحداثة أو بعض منتجاتها وإن كانت أجنبية في قوالب إسلامية، فلا يدعون إلى رفضها مطلقا، ولا إلى قبولوها مطلقا. 3. المتفرنجونEuropeanized: وهم الطائفة الثالثة الذين يرون أن الحل الوحيد لتقدم الدول الإسلامية والعربية يكمن في اتباع خطوات الغرب، وبالتالي تبني الحداثة بكل أبعادها ومقوماتها. وانتقل الدكتور زيمين بعد ذلك إلى عرض أحد النماذج الإصلاحية التي عرفها الفكر الإسلامي، وهو الشيخ محمد رشيد رضا تلميذ الإصلاحي الشيخ محمد عبده، فقد كان رشيد رضا كما أستاذه واحدا من رواد الإصلاح، فالتقاليد والموروثات الإسلامية ليست عنده شيئا من الماضي فقط، بل يمكن تحديثها وتعديلها عبر الزمن الحاضر.وفي هذا السياق عرض زيمين مجلة المنار التي أسسها رشيد رضا في القاهرة عام 1898 بمساعدة أستاذه محمد عبده، وكانت المواضيع التي تتطرق إليها المجلة تتناول قضايا الإصلاح الإسلامي والتقدم الحضاري، ومواجهة الغرب الاستعماري. وبعد سرده لمظاهر التحديث التي كانت تتطرق إليها مجلة المنار، والتي ركزت على الأمة والمجتمع الإسلامي، خلص إلى أن مصطلح الحداثة عند رشيد رضا، يتم التعبير عنه بطرق أخرى، وهو لا يخرج عن المعنى الكبير الذي تحققه الحداثة، مؤكدا أن التحديث هو مطلب أساس للازدهار بالأمة الإسلامية عند طائفة الإصلاحيين التي كان محمد رشيد رضا واحدا من روادها. وفي الأخير، طرح الدكتور زيمين عدة أسئلة تفتح آفاق البحث في ذات الموضوع: • أحداثة إسلامية ممكنة؟ • هل يقف الإسلام ضد كل من الحداثة والديمقراطية والحرية والعلم؟ • هل من الممكن إنشاء حزب سياسي إسلامي وديمقراطي في الآن ذاته؟ • هل يمكن للفرد أن يكون مسلما ومواطنا في دولة أو ولاية علمانية في الوقت نفسه؟ وتجدر الإشارة إلى أن الباحث قدم محاضرته باللغة الانجليزية، كما فتح المجال للمناقشة وتعقيبات الحضور من الأساتذة والطلبة الباحثين الذين أثرواما أثاره الباحث من قضايا وأفكار في موضوع الإسلام والحداثة.