التقرير من إعداد الطالب: عبد العزيز الطوالي
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس مساء اليوم الأربعاء 13 دجنبر 2017 ابتداء من الساعة الثالثة زوالا محاضرة في موضوع ” التناص مع المصطلح الصوفي ” / قراءة في ثلاث تجارب من الشعر المغربي المعاصر. وقد كان وراء تنظيم هذه المحاضرة التكوينية لطلبة الماستر والدكتوراه، طلبةُ الفوج الأول ( فوج 2016 – 2017 ) لماستر اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان.
افتتح السيد الرئيس الدكتور “محمد كنوني” هذا النشاط العلمي بكلمة شكر وتقدير وجهها للسيد منسق الماستر الدكتور “سعيد كفايتي” على ما يبذله من تضحيات ومجهودات قيمة في سبيل تأطير الطلبة وتكوينهم وتوجيههم في مجال البحث العلمي، ومساعدتهم على حمل مشعله. كما رحب بالحضور والضيف المحاضر الأستاذ بالمركز التربوي الجهوي الدكتور” محمد وهابي” شاكرا إياه على مساهماته القيمة باستمرار في تكوين الطلبة، حيث عرّف به وبأعماله وإصداراته العلمية المنشور منها والمرتقب نشره أيضا. وبعد ذلك، تناول السيد منسق الماستر الكلمة، حيث رحب بالضيف الأستاذ المحاضر، وحث – كعادته – الطلبة على البحث العلمي الجاد ، والانخراط فيه بجد ومثابرة مشيرا إلى السياق الذي يتم فيه إلقاء المحاضرة وموضوعها. ليتناول بعده، السيد المحاضر الكلمة ، حيث عبر عن شكره لمنظمي النشاط، وقد تطرق في محاضرته إلى محورين رئيسين هما:
1 – مفهوم التناص:
تطرق المحاضر في هذا المحور إلى تحديد مصطلح “التناص “معرجا على كل التعاريف التي وردت في الدراسات النقدية بشأنه بشكل شمولي سواء لدى العرب قديما فيما سمي بالسرقات أو التضمين أو الاقتباس ، أو عند الغرب فيما يسمى بــ Intertextualité وقد ترجم الناقد المغربي محمد مفتاح أول مرة هذا المصطلح إلى العربية بـ ” التداخل النصي ” ، أما عبد العزيز حمودة فترجمه بـ” بين نصية”، وعند الناقد سعيد يقطين هو ” التفاعل النصي”. كما أشار المحاضر إلى التعريفات التي قدمها الباحثون الغربيون وهم الشكلانيون الروس وجوليا كريستيفا وباختين وجيرار جينيت وجاك دريدا. كما عمل المحاضر على تقديم تعريف للمصطلح انطلاقا من كل التعريفات التي أوردها بشأنه موضحا أهم الاختلافات بين الباحثين حوله .
2 – تجليات التناص في الشعر المغربي المعاصر من خلال تجربة التصوف.
تناول الأستاذ المحاضر في المحور الثاني من محاضرته العلاقة بين الشعر والتصوف من خلال بعض التجارب الصوفية القديمة كتجربة ابن عربي وابن الفارض، كما أشار إلى بعض التجارب الشعرية العربية ذات المنحى التصوفي كمحمد السرغيني، وصلاح عبد الصبور، ومحمد بنيس. لينتقل بعد ذالك ، إلى الجانب التطبيقي، حيث تناول ظاهرة التناص في شعر ثلاثة شعراء مغاربة هم: الشاعر محمد علي الرباوي والشاعر محمد بنعمارة والشاعر حسن الأمراني، لما يوجد بينهم من قواسم مشتركة في الإيديولوجيا والانتماء الجغرافي لشرق المغرب، إضافة إلى عضويتهم جميعا برابطة الأدب الإسلامي ؛ ونشر أعمالهم في مجلة المشكاة. وقد تناول ظاهرة “التناص” عند هؤلاء الشعراء من خلال تتبعه ورصده الدقيق لتوظيفهم خمس مصطلحات منقولة من مجال التجارب الصوفية إلى تجاربهم الشعرية ، وهي ، العشق والسفر والاحتراق والاستشهاد والنور/ النار، متوقفا عند كل واحد منها بالدارسة النقدية العميقة، والتحليل والربط والتعليل، والاستشهاد بالمتن الشعري من دواوين الشعراء الذين تناولهم بالدراسة، وذلك بلغة نقدية عميقة ورصينة، و منهج علمي محكم ودقيق، لينهي محاضرته بخلاصة قدم فيها زبدة ما توصل إليه في بحثه.
عقب المحاضرة فتِح المجال لمداخلات الحضور من الأساتذة والطلبة الباحثين، وقد تنوعت المداخلات والتساؤلات، مما أغنى المحاضرة وثمنها وأضاء بعض القضايا منها، وطرح قضايا أخرى للمزيد من البحث العلمي النقدي فيها .