لازلنا نبحث عن مقادير ” مدرسة النجاح ” التي ننتظر منها صناعة نموذج تلميذ ناجح بكل المقاييس إطار المستقبل الذي لا تعرف “الحْجاباتْ ” طريقا إلى جيبه يوم الامتحان..
في المقابل لا زالت الوزارة المحترمة تعمل عند قرب الامتحانات على إصدار مجموعة من إجراءات مراقبة صارمة وكذلك فرض عقوبات تجنبها تكرار تسريبات محتملة في مواد امتحانات الباكالوريا وكأننا هنا أما موعد اقتراب مباراة ” الديربي” البيضاوي التي تتطلب هي الأخرى من وزارة الداخلية تكثيف إجراءات المراقبة الأمنية.
سنة بعد سنة تتنوع طرق تحضير أدوات الغش من طرف التلاميذ ” النقّالون” وتصبح أكثر تطورا و إبداعا، بخلاف المنظومة التعليمية التي تعرف تراجعا سنة بعد سنة ليحتل بذلك المغرب مراتب متأخرة في سلالم الترتيب العالمية لجودة التعليم، في غياب الإصلاح الحقيقي الذي يتطلب تشخيصا ميدانيا واقعيا، من أجل توفير تعليم منتج وفعال يواكب متطلبات سوق الشغل، عوض تغيير الأنظمة التعليمية في كل مرة وإعادة تكرار تطبيق برامج عقيمة عند كل مجيء مسؤول جديد على رأس الوزارة، وبعيدا عن المناظرات ” النخبوية ” التي تقام حول إصلاح التربية والتعليم بآلة التحكم عن بعد من داخل فنادق الخمس نجوم !
يجتاز كل سنة تلاميذ صنف ” النقّالون” امتحانات الباكالوريا مدجّجين بـ ” أسلحة ورقية ” في جيوبهم عوض الأذهان وهم على يقين تام أنهم ضحايا المنظومات التعليمية التي تعاقبت عليهم والتي ركزت على الشكل وتركت المضمون جانبا واهتمت بالكم والحفظ، الاستظهار ولَغت الكيف والفهم والتطبيق وحملت شعار ” بضاعتنا ردت إلينا ” آخر السنة الدراسية !
ماذا ننتظر إذن من التلميذ الذييُخزّن طوال السنة في ذاكرته البصرية المئات من ” الجيڭات ” مما يمارسه الإعلام من الغش كل يوم في محتوى البرامج التي تقدم له والغش في نشرات الأخبار الباهتة والاستبلاد، الرداءة وجرائم الغش التي تمارس فيما يتعلق بتدبير الشأن المحلي والتحضير للانتخابات، الغش في الإسكان والتعمير والعقار، الغش في قطاع الصحة و قطاع بناء الطرق والقناطر، الغش في جهاز القضاء و الغش في الصفقات العمومية وصفقات الإنتاج التلفزيوني ومحتوى البرامج التي تنتهي في الأخير بطرح سؤال ” الكْويزْ” البليد من قبيل، الدجاجة : 1- تبيض 2- تلد ؟ ابعث بالجواب عبر رسالة نصية للرقم التالي… !
أليس نحن هنا أمام تكريس الحق في الغش في الامتحان ” المُكتسبْ ” عبر ما يلتقطه جيل الغد يوميا من صور الغش في صناعة هذا الوطن العزيز !