نظم طلبة الفوج الثالث( 2018 – 2020) لماستر ” اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان ” الحفل الافتتاحي للماستر يوم السبت 24صفر 1440 هـ، الموافق لـ 03 نونبر 2018، وقد احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس هذا الحفل الثقافي الهادف بقاعة المحاضرات رقم (08) ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.
افتتح السيد المسير الدكتور ” محمد بوطاهر” الحفلَ بكلمة ترحيبية شكر فيها السادة الأساتذة والطلبة الحاضرين، مشيرا إلى السياق الذي يُنظم فيه هذا الحفل. وبعد أن استمع الحضور لآيات بينات من الذكر الحكيم من تلاوة وتجويد الطالب الباحث “ينعيسى الفاضلي” توالت الكلمات. وأولى هذه الكلمات كلمة الدكتور “سعيد كفايتي”منسق ماستر اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان، الذي أثنى على طلبة الماستر القدامى منهم و الجدد لمبادرتهم إلى تنظيم هذا الحفل الافتتاحي البهيج، خاصة منهم أولئك الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إعداد الحفل و إنجاحه، كما عرّف بالماستر منذ تأسيسه سنة 2007 إلى الآن، وشدد على أهمية علم مقارنة الأديان، وحاجة المجتمع إليه، كما أبرز الأهمية القصوى التي تكتسيها اللغات الشرقية ( اليونانية والعبرية والآرامية والعربية)، واللغات الأكثر انتشارا في العالم ( الانجليزية والفرنسية) باعتبارها مفاتيح أساسية للتبحر في علم مقارنة الأديان. ولفت النظر إلى انفتاح الماستر على حقول معرفية أخرى كعلم الاجتماع وفلسفة الدين، فالماستر – في نظر المنسق – ليس تلقينا معرفيا، وتمكنا من المناهج العلمية فقط، بل يجب أن يسعى الطالب دوما إلى الإبداع والخلق والابتكار باستثمار كل طاقاته في تقديم منتوج علمي ذي جودة وجدة وجمالية، ثم ختم كلمته منوها بالطاقم البيداغوجي الذي يسهر على تدريس وحدات الماستر ( 19 وحدة)، وينخرط في ذلك بجد وإخلاص تكوينا وتأطيرا وإشرافا. بعد ذلك قدمت الدكتورة “كريمة نور عيساوي” أستاذة علم الأديان بكلية أصول الدين، تطوان كلمة شاعرية حافلة بتحيات السلام ونابضة حروفها بالحب، وتناولت فيها الحديث عن وضعية علم مقارنة الأديان في الجامعة المغربية، وآفاق البحث فيه. كما توقفت عند جهود فريق البحث في علم مقارنة الأديان الذي ينتمي لمختبر الخطاب والإبداع والمجتمع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس ، والذي يقوده الدكتور سعيد كفايتي، مؤكدة على أنه في وقت وجيز استطاع أن يلفت هذا الفريق الانظار إليه سواء من خلال أنشطته العلمية النوعية ذات الإشعاع الوطني والدولي؛ كالملتقى الدولي للطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان، أو من خلال إصداراته العلمية تأليفا وترجمة ، تلك الإصدارات التي باتت تعرض بكبريات معارض الكتب العالمية، ويُحال عليها في أبحاث أكاديمية شتى، لتنهي الدكتورة كلمتها بالشكر الجزيل للدكتور سعيد كفايتي معبرة عن امتنانها له، ومعربة عن حلمها في خلق كلية متخصصة في علم مقارنة الأديان بالمغرب . لتعقبها كلمة الدكتور “الحسان احجيج” ، حيث أكد فيها على أن الدين إما أن لا يُفهم فهما سليما أو يُستغل استغلالا سيئا، فالدين هو اللغة، واللغة هي الوحي المنزل على الرسل من الله ليبلغوه، كما أشار إلى أن اقتراحه لوحدة الدين والفن بالماستر كان الغرض منه هو معرفة موقف الدين من الفن ، وموقف الفن من الدين، فكان اختيار السنيما نموذجا تطبيقيا للفنون الجميلة، نظرا لما يملكه الفن السنيمائي من إمكانات هائلة ، وتقنيات متعددة في التعبير والتصوير، وذلك بغية التعرف على صورة المسلم في الفلموغرافيا الدولية، وبمقابل هذا التعرف على الصورة التي يقدمها المسلمون بواسطة السينما عن دينهم. ليتطرق بعده الدكتور “محمد بنعيادي” من كلية الآداب، ظهر لمهراز إلى إسهامه البيداغوجي في الماستر السابق( ماستر الدراسات السامية ومقارنة الأديان)، وذلك من خلال تدريسه لوحدة الفكر الإسلامي، ثم وحدة حوار الحضارات التي اختار فيها تجربة الأندلس كنموذج تطبيقي، مبديا عدة ملاحظات كان أبرزها انغلاق المسلمين فيما يخص معرفة الأديان الأخرى، عن طريق اكتفائهم بما يقوله القرآن الكريم أو السنة النبوية حولها، كما أكد على جهله بالكتاب المقدس قبل التدريس بالماستر، إذ شكل التدريس به فرصة كبرى له للتعرف على الكتاب المقدس بشكل مباشر ودون واسطة إسلامية، حيث استفاد من البحوث التي أنجزها الطلبة، واستثمر هذه المعارف في مادة العقيدة التي يدرسها لطلبة الدراسات الإسلامية، كما دعا إلى ضرورة المواكبة الإعلامية لأنشطة الماستر وإنتاجاته قصد ضمان استمرارية التخصص في علم مقارنة الأديان، مقدما الظروف التي بدأ بها النشر وما رافق ذلك من إكراهات تم التغلب عليها بالصبر والسعي إلى أن حقق فريق البحث نجاحا كبيرا في مجال التأليف والنشر.
وبعد كلمات السادة الأساتذة، فسِح المجال للطلبة، حيث قدم الطالب الباحث ” حاتم الغالي ” كلمة عبر فيها عن شكره للحضور والسادة الأساتذة، وتحدث عن تجربته كطالب خريج الماستر، حيث أكد على ضرورة التسلح بالموضوعية، بالتخلي عن الأحكام الجاهزة إبان البحث العلمي، وممارسة البحث الأكاديمي بدل الدعوة للمعتقد والدفاع عنه، كما دعا إلى عدم الاقتصار على المحاضرات، والإقبال على قراءة مراجع ذات صلة وثيقة بوحدات الماستر، مستحضرا نموذج الطفلة “مريم أمجون” التي بوأت المغرب الصدارة في مسابقة تحدي القراءة العربي التي تنظمها دولة الإمارات الشقيقة، كما قدم الطالب لوحتين من إعداده ، الأولى تضم صور الطاقم البيداغوجي للماستر، أما الثانية فتجمع رموزا دينية وثقافية مختلفة توحي بأن الحضارات هي حضارة إنسانية واحدة شارك الجميع في بنائها، كما توحي بأهمية التلاقي والتعارف والتلاقح في إشارة إلى التركيز على المشترك الإنساني.
وعقب هذه الكلمة تناولت الطالبة الباحثة “نوال بوعياد” الكلمة، وبعد ترحيبها بالجميع وشكرها للأساتذة ، تحدثت عن أهمية علم مقارنة الأديان ودوره الكبير في معرفة الآخر المختلف في الثقافة والدين، كما عبرت نيابة عن طلبة الفوج الثاني عن اعتزازهم وفخرهم الكبير بالانتماء لماستر اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان، أما الكلمة الأخيرة فقدمها أربع طلبة يمثلون الفوج الثالث، حيث ألقتها الطالبة ” حفيظة رضوان” باللغة العربية، والطالب “خالد احليلي “باللغة الانجليزية، والطالبة “سهام الصالحي “باللغة الفرنسية، والطالبة “خديجة طاطاحاج” باللغة الأمازيغية، وقد عبروا في كلماتهم عن ترحيبهم الحار وشكرهم الجزيل للحضور طلبة وأساتذة، و عن سرور طلبة الفوج الثالث جميعا بالانضمام للماستر، كما أعربوا أيضا عن عزمهم في تنظيم مزيد من الأنشطة الإشعاعية للماستر، وعن رغبتهم في العمل كفريق متعاون تحت إشراف الطاقم البيداغوجي للإسهام من جانبهم في التنشيط و البحث والإضافة .
ومن الفقرات التي تضمنها الحفل عرض ملخص بصري” صور فيديو” يوثق لأنشطة الماستر خلال الموسم الجامعي السابق( 2017 – 2018 )، أعدته الطالبة الباحثة ” أميمة الزكاري ” وعلق عليه الطالب الباحث ” عبد العزيز الطوالي”، لتنتهي فقرات البرنامج بابتهالات جميلة من إعداد وإنشاد الطالبة ” أميمة الزكاري”، أعقبتها قصيدة شعرية بعنوان ” برتقالة أسيوية معلقة “من إبداع وإلقاء الطالب ” عبد العزيز الطوالي”.
اختتم السيد المسير الدكتور “محمد بوطاهر” الحفل بتوجيهات قيمة، ونصائح ثمينة للطلبة الباحثين مجددا الشكر للأساتذة والطلبة وكل من أسهم في تنظيم هذا الحفل العلمي حفل افتتاح ماستر ” اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان”، الذي كان حافلا بكلمات قيمة ومعبرة، توٍّجت بجلسة شاي ملؤها حب المعرفة والتواضع وروح الإنسانية .