في غياب الوسيط بين الملك والمواطنين . في غياب الوسيط فإن كل مواطن مغربي له رسالة خاصة يريد أن تصل إلى يد جلالة الملك وان يرد عليه في أجل قريب ليطمئن على حياته ومستقبله ومستقبل اهله ووطنه . ويتضح جليا للمتتبع المهتم ان ليس هناك وسيطا يذكر يتمتع بأدنى مصداقية عند المواطنين ليضعون ثقتهم فيه ويسمعون له. كيف ان تصبح مسؤولا ،وزيرا، برلمانيا، مستشارا، رءيسا ،مديرا ، كاتبا لحزب . وليس لك أي تأثير حتى على محيطك إلعاءلي وبالاحرى محيطك الكبير الوطن /المغرب. كيف ان الأحزاب السياسية بالأمس وفي سنوات الجمر والرصاص ورغم ماتعانيه من حصار واحتقار وضيق وقتءذ استطاعت أن تؤثر بعملها النضالي في كل الجهات وكانت لها نفود ومقرات في كل المدن تتنافس على التأطير والتكوين وصقل المواهب وترسيخ الوعي الوحدوي وتقوية قدرات الشابات والشباب الثقافية والسياسية وغير ذلك مما يجعل الثقة في النفس آنذاك شعار كل المناضلين المنضويين تحت لواء حزب معين.؟ كيف ان بالامس كانوا كتاب ومؤلفين وعلماء وأطباء ومنظرين وفلاسفة وشعراء كانوا منخرطين في الأحزاب يناضلون ويكافحون وان حضرت مؤتمر من مؤتمراتهم كالاتحاد الاشتراكي على سبيل المثل لاالحصر تجد المنظر محمد عابد الجابري وثلة من العلماء تنحني لهم اجلالا وتقديرا وتنصت اليهم وتؤمن بافكارهم وتطبق توجهاتهم . وبهم ترفع معنويات المؤتمر وتتابعه وساءل الإعلام الوطنية والعالمية ويستفيد الشعب المغربي قاطبة من تلك المداخلات والكلمات والمرافعات والاديولوجيات الهادفة وتتابع مقالات مصاحبة للمؤتمر تذكي فيك روح النضال بطرق علمية ومناهج علمية وفق مرجعيات تستمد قوتها من العلم والتجربة. كيف بالامس القريب كانت وساءل الإعلام المكتوبة للأحزاب جراءد محترمة من وراءها هيئة للتحرير تجذبك مقالاتهم يهز كيانك تحليلهم وتناولهم للقضايا المحلية والوطنية والعالمية بنوع من الدقة وتجذبك عناوين مأثورة تحثك على قراءة المقال ولو كان ذو مساحة شاسعة. ويتم إلحاق كل جريدة بملحق كل مرة يتناول مسألة معينة يحيط بها في كل جوانبها كمن قراء لك؟. كيف ومتى وماهي الأسباب الحقيقية لترحال المناضلين علماء السياسية من الأحزاب وتقفل الأبواب وتقطع الصلة بالمواطنين وتفرغ الأحزاب من المنخرطين الحقيقيين الذين تجري في عروقهم دم الانتماء الى الحزب؟. كيف تخلت الأحزاب على المواطنين واكتفت بالتحايل على القوانين الخاصة بتأسيس الأحزاب وتعتمد على الوثائق القانونية للحزب دون أن تعي بدورها في لعب دور الوسيط بين المواطنين والدولة والحكومة ؟. كيف أصبح المواطن يفقد ثقته في الأحزاب إلى درجة يختار فيها 200 درهم لأداء الواجب في الانتخاب بالتصويت على شخص ينظر (مبني للمجهول ) إليه انه منتخب ومرشح وكبير ؟!. كيف ومتى أصبحت الأحزاب تجدد مكاتبها وفروعها لتطرد المتحزبين وتفتح الباب أمام التجار واصحاب المال وتعطيهم تزكيات ليترشحوا وينفقون من مالهم املا في الحصول على ورقة المرور بأي ثمن. كيف ومتى انقلبت الآية وأصبح الكل يؤكد أن الترشيح في الانتخابات لايتاتى إلا لمن عنده الأموال ويستطيع ان ينظم وليمة تتكلف بها شركة رحال للحفلات ويستعرض سيارات الفارهة ويفتح خزينته طيلة ايام الدعاية وتفوق أوراقه المالية المروجة اوراقه الدعاءية وملصقاتها. والحاج لا يقبل الاجتماع ولا المنافسة ولا الكلام ولا الدعاية ولا المهرجانات الخطابية كل ذلك ينوب عنه ماله وماكسب؟. وهو ناجح احب من احب او كره من كره. كيف ومتى أصبح المواطن يسب ويشتم ويلعن ويحتج بدون حياء ولاخوف لانه بكل صراحة فقد ثقته في الوسيط . وحيث ان الكل الآن يتكلم في غياب من ينوب عنه. وحيث ان حراك الحسيمة أكد فيه المجتمع الحسيمي لكل المغاربة ان الوسيط ليس له دور يذكر . وحيث ان جميع الأقاليم تفاعلت مع الحراك بكل تلقائية. وحيث ان الحكومة تعطلت والمجالس توقفت والسماسرة كثرت.وأن الاقلية تمتعت وانتصرت والأغلبية تحطمت وانكسرت والأسعار تصاعدت وارتفعت والجريمة الإنسانية وقعت والعدوانية انتشرت .والمسؤولية في أصحابها ضحكت وسخرت وانتحرت . لكل هذه الأسباب وغيرها أقترح ما يلي : من حيث الشكل : الاعتراف منا ان الواقع ليس على مايرام. من حيث المضمون التدخل السريع لجلالة الملك لأجل : 1- فحص جسد هذه الأحزاب وتشخيص مرضها الذي حال دون تأدية واجبها واختيار مرشحيها واستبدال عقلياتها وطرد ثقافة المال في قوانينها واهدافها.