يحيل مفهوم الموت في ضميرنا الجمعي إلى الفناء المادي. ويتحدد على أساس ذلك باعتباره قطيعة نهائية، بينما هو في الواقع مجرد محطة لها ما بعدها، ولا تخلو من تجدد من منطلق أن الزوال ليس سوى ماديا، في حين أن جانب البقاء الرمزي هو أقوى وأكثر امتدادا في الزمن. وفي حقل السياسة يتمظهر هذا المفهوم في بعديه المادي والرمزي على السواء. فكثيرة هي الهياكل السياسية التي تعرضت للزوال المادي بفعل عوامل عدة، وكثيرة هي الأفكار والقوالب النظرية التي هجرت وانمحت من الوجود، وقل الإقبال عليها، وتبرم منها معتنقوها، وأعرض عنها الناس.
في المغرب، موت السياسة في بعديه أمر ملحوظ وملموس وواقع يعيشه الناس، وذلك رغم التغيرات المتسارعة في مختلف البنيات الاجتماعية والثقافية والفكرية والديموغرافية والتي تحدث باضطراد: