السبت 30 يناير 2016 – 20:40
كثيرا ما نذهب في انتقاداتنا نحو منحى التركيز على السلطة السياسية، ونستفيض في إبراز مثالبها وسلبياتها. لكننا نغفو عن التطرق لما يصطلح عليه ب «الأغلبية الصامتة» والتي لا هي مع العير ولا هي مع النفير، إذا ما أردنا توظيف هذا المثل القديم. فهذه الأغلبية، وهي بالفعل أغلبية قياسا على الأقلية الفاعلة في المجتمع (سلبا أو إيجابا)، مستغرقة في سباتها، مكتفية بالتفرج على ما يحدث، إن تفرجت، تراقب عن بعد، إن راقبت، شعارها الخالد «لا أرى لا أسمع». ولكنها في نفس الوقت تئن في صمت، وتشكو في معزل عن الشأن العام. يجمع بينها قاسم مشترك من سماته لعنة الظلام وانتقاد الكل بما في ذلك نقد الذات، دون تحريك ساكن أو إشعال شمعة. وانتظار الضرر الشخصي والمباشر من أجل التحرك إن تحركت ورب قائل: إن الأغلبية الصامتة على درجة كبيرة من الوعي؟ أو ماذا عساها أن تفعل في ظل سيادة العبث السياسي وضبابية الموقف؟