اقرأوا الفاتحة على الرسالة الوجودية لبناء الروح الإنسانية والوطنية والحضارية بعد زلزلة الساعة التعليمية والتربوية، امتحانات الباكالوريا تسرب، التعويل على التكنولوجيا في عمليات الغش في إنجاز الاختبارات، وغيرها من الأمور، بعد الإيمان بقيم لا تمت بصلة لبناء الشخصية المواطنة، الشخصية المتوازنة، الإنسان المستقبلي في صيرورة المجتمع، الإنسان الذي يمكنه أن يشق الطريق نحو التقدم والتطور بناء على قيم وأخلاقيات المعقول العقلي والإنساني والحضاري، إنها كارثة بكل المقاييس في علاقاتنا بعمليات التربية والتكوين، بعد الغش الذي يصاحب إنجاز الاختبارات التي يمتحن فيها الطالب، فأين رجل المستقبل الواعد أمام هذه الظواهر المشينة ؟.
بالطبع ، كل هذه الظواهر لا يمكن عزلها عن سياقات كل ما يجري في المجتمع المغربي، وكل مؤسساته، الأسرة، المدرسة، الشارع، الدولة، المجتمع، النظام السياسي، المؤسسات السياسية والمدنية، من خلال تسييد سلوكات ليست قويمة ولا عقلانية، مدججة بآليات الغش والخداع والنفاق والمكر، في ارتباطاتها بمقومات الشخصية المتداولة على خشبة المسرح المجتمعي المغربي .
في خضم تفشي الرشوة والعلاقات الولائية، المحسوبية والزبونية، وآليات النفاق الاجتماعي بكل تفاصيله وتلا وينه، لا يسع الفرد المغربي إلا التنكر لكل القيم البناءة والتشبث بكل ما يحقق ذاته في غياب الضمير الحي وآليات الوعي بأزمة المجتمع الأخلاقية البنيوية، مادام الهدف مرصود بطريقة أو أخرى، ليسمح لنفسه بنهج السلوكيات اللامعقولة وتبريرها بكل الوسائل، بدعوى العمومية في نهج السلوك والقبول به في كل الأوساط المجتمعية والمؤسساتية.
اقرأوا الفاتحة والسلام على رجل المستقبل، الذي يمكنه أن يكون رجل إدارة وتربية وتكوين وتعليم وسياسة واقتصاد وطب وهندسة ورب أسرة ورب مؤسسة اقتصادية وسياسية واجتماعية وعدالة وقضاء وكل المؤسسات المجتمعية على اختلافها، والذي تشبع بقيم النفاق والخداع والغش، فانتظروا ما هو أسوء في المجتمع المغربي الذي سيكون بيد من خان وكذب على نفسه، فكيف به ألا ينافق ويغش ويخادع ويمتهن أرذل القيم في تعاملاته وسلوكياته في كل مواقعه الاجتماعية على اختلاف درجاتها ومستوياتها ؟ .