أيتها التي قالت : من أجلك قررت رحلتي، وإلى عينيك أهفو دوما للرحيل. أقول لك : ما كنت آت إلى هنا لولا أن أمرا أخبرني أنك من أجل الحب حطمت المستحيل، لا من أجل النزهة أو الاستجمام أو الهديل. سيدتي : ضعي بيننا شعرك الأسود الطويل الطويل، فما أروعه !! فهو خير وسادة لي، أطفئي القنديل، انصتي لي: لعن الله من أسجن الشعور وأضلنا السبيل .. .
دنت مني لما ساءلتها بوجهها الملائكي الصغير، وخدها البراق المنير، ثم همست في أذني بصوت حنون خافت، فانصهر القلب راقصا من كلامها العسيل، فكدت أطير لرقتها، ولفيضان حب غمرني من ثغرها الطاهر المستدير. فقلت لها سيدتي لي شرف لقياك في هذا اليوم الأخير، فبعدما كنت أسير أسير، أشعر الآن بأنني أمير، فتعالي لنطير، قلبي غريق في الهوى، وأنا فيه حقا صرت خبير!!.